بريطانيا ترحّل 16 مهاجراً إلى فرنسا ضمن اتفاق الإعادة وسط تصاعد الجدل الحقوقي

بريطانيا ترحّل 16 مهاجراً إلى فرنسا ضمن اتفاق الإعادة وسط تصاعد الجدل الحقوقي
الهجرة عبر المانش- أرشيف

أعلنت وزارة الداخلية البريطانية أن 16 شخصاً دخلوا البلاد بطريقة غير قانونية تمت إعادتهم هذا الأسبوع إلى فرنسا، في إطار أولى مراحل تطبيق اتفاق الإعادة الموقع بين لندن وباريس، ما يرفع عدد المرحّلين إلى 42 شخصاً منذ بدء العمل بالاتفاق.

وقالت الوزارة في بيان يوم الأحد إن مزيداً من الرحلات ستُنظم خلال الأيام المقبلة، مؤكدة أن هذه العملية تمثل نقطة تحول في استراتيجية بريطانيا بشأن مكافحة الهجرة غير النظامية، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وأضافت وزيرة الداخلية شابانا محمود في بيانها أن من يحاول دخول البلاد عبر القوارب الصغيرة يمكن أن يُعاد فوراً، مشيرة إلى أن هذه الخطوة مجرد بداية لسياسة أوسع تهدف إلى تأمين الحدود البريطانية.

عبور القنال لا يتوقف رغم التحذيرات

ورغم الإجراءات المشددة، واصل مئات المهاجرين محاولاتهم لعبور القنال الإنجليزي، إذ سجلت السلطات البريطانية السبت عبور 369 شخصاً على متن سبعة قوارب، ما يرفع عدد الواصلين منذ بداية العام إلى 36,734 شخصاً، أي أقل بـ82 فقط من إجمالي العام الماضي.

وتُظهر هذه الأرقام استمرار تدفق المهاجرين رغم المخاطر القاتلة التي تنطوي عليها الرحلة، إذ يقطع هؤلاء نحو 33 كيلومتراً في قوارب مطاطية متهالكة بين سواحل كاليه الفرنسية وساحل دوفر البريطاني، في واحدة من أكثر طرق الهجرة خطراً في العالم.

اتفاق واحد مقابل واحد بين باريس ولندن

يستند الاتفاق الجديد، المعروف باسم واحد مقابل واحد، إلى تفاهم وُقّع مطلع العام بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ويقضي بإعادة المهاجرين الذين دخلوا بريطانيا بشكل غير قانوني إلى فرنسا، مقابل التزام لندن بدعم مالي ولوجستي لتعزيز المراقبة على الشواطئ الفرنسية.

ويهدف الاتفاق إلى كبح محاولات عبور القنال عبر تقاسم المسؤولية بين البلدين، في وقت تواجه فيه بريطانيا ضغوطاً سياسية متزايدة بسبب تزايد أعداد الوافدين غير النظاميين، وارتفاع تكاليف إيوائهم ومعالجة طلباتهم.

القنال الإنجليزي.. ممر الأمل والموت

تحوّل القنال الإنجليزي خلال السنوات الأخيرة إلى رمز لأزمة الهجرة الأوروبية، إذ شهد حوادث غرق مأساوية راح ضحيتها عشرات المهاجرين الباحثين عن حياة آمنة وفرص أفضل في بريطانيا.

وتتهم منظمات حقوقية الحكومتين البريطانية والفرنسية بإدارة الأزمة "بعقلية الردع لا الإنسانية"، معتبرة أن سياسات الإعادة القسرية لا تعالج جذور المشكلة، المتمثلة في النزاعات والفقر والاضطهاد في دول المصدر.

ومع كل رحلة ترحيل جديدة، يبقى المشهد ذاته يتكرر: قوارب صغيرة تتحدى الأمواج، وأصوات بشرية تحمل في طياتها مزيجاً من الخوف والأمل بين شاطئ الرحيل وحدود الرفض.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية